الجمعة، 4 سبتمبر 2015

قصيدتان لفولغانغ بورشيرت


ترجمة: تاج الدين محمد






مَطرٌ


كَسيدة مُسنةٍ يَتسكعُ المَطرُ

 ِبحزنٍ وصمتٍ فِي أَرجاءِ البَلدةِ.

بشعرٍ مبللٍ وسترة ٍرماديةٍ

تَلوحُ بيديها حينًا.


وتطرقُ النوافذَ بيأسٍ،

حَيثُ السَّتائرُ تنُاجِي بَعضهاْ سِرًا.

يَنبغيْ عَلىْ الصَّبيةِ أَنْ تَبقَىْ بِالبيتِ

فَياْ لهُ مِنْ يَومٍ مُترعٍ بِشهوةِ الحَياةِ!!


 تُطيحُ الرِّيحُ بالسَّيدةِ مِنْ شَعْرهاْ،

فَتستحيلُ دُموعهاْ إلى قَطراتٍ مُوحشةٍ
ِبجرأةٍ  تَمتطِي صَهوةً َتنورتَها
وترقصَ عَلىْ نَحوٍ شَبحيٍ كَساحرةٍ.


القُبلةُ

إنها تُمطرُ؛ لَكنهاْ لم تُدركْ ذلكَ

ﻷنْ صّدرهاْ لايزالُ مُختلجاً مِنْ فَرطِ السَّعادةِ

فَعندَ القُبلةِ غَاصَ العَالمُ فِيْ الحُلمِ.


أَما فِستانهاْ غدا مُبللًا ومُتموجًا بِالكاملِ.

مًشمرًا إِلى أَعليْ عَليْ نَحوٍ مُستفزٍ؛

كَأنماْ تَعرضُ سَاقيهاْ لِلناسِ قَاطبةً.

قِطعةُ الجَّليدِ التِي لَمْ تُستحيلْ إليْ اللاشيءِ،

قًدْ رأتْ مَالمْ َيرهُ أحدٌ مِنْ قَبلِ.


َلمْ ُيراودهاْ من قبل أِحساسٌ ِبمثلِ هَذاْ العُمقِ،

فَالدوابُ وَحدهاْ يُراودهْا مثلُ هَذاْ اللاجدوىْ.

أَصبحَ شَعرهاْ أَشعثًا كَأنهُ هَالةٌ مِنْ ضُوءٍِ

تُنسجُ المَصابيحُ نَفسهاْ بِداخلهِ.